BloBricoAli

دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا إذا حكم القضاء

ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء

وكن رجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والوفاء

وإن كثرت عيوبك في البرايا وسَرّك أن يكون لها غطاء

تستر بالسخاء فكل عيب يغطيه كما قيل السخاء

ولا تُرى للأعادي قط ذُلا فإن شماتة الأعدا بلاء

ولاترج السماحة من بخيل فما في النار للظمآن ماء

ورزقك ليس ينقصه التأني وليس يزيد في الرزق العناء

ولا حزن يدوم ولاسرور ولا بأس عليك ولا رخاء

إذا ما كنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدنيا سواء

ومن نزلت بساحته المنايا فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن إذا نزل القضى ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين فما يغني عن الموت الدواء

تمنى رجال أن أموت وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحدي

وما موت من قد مات قبلي بضائري ولا عيش من قد عاش بعدي بمخلدي

لعل الذي يرجو فنائي ويدعي به قبل موتي أن يكون هو الرضي

ولما أتيت أطلب عندهم أخافقة عند بتلاء الشدائد

يريد المرء أن يعطى مناه ويأبى الله إلا ما أرادا

يقول المرء فائدتي ومالي وتقوى الله أفضل ما إستفادا

تقلبت في دهري رخائا وشدتا وناديت في الأحياء هل من مساعدي

            ولم أرى فيما سرني غير حاسدي   فلم أرى فيما سائني غير شامت
إني صحبت الناس ما لهم عدد              وكنت أحسب أني قد ملئت يدي
لما بلوت أخلائي وجدتهم                               كالدهر في الغدر لم يبقي على أحدي
إن غبت عنهم فشر الناس يشتمني   وإن مرضت فخير الناس لم يعدي

وإن رأوني بخير سائهم فرحي وإن رأوني بشر سرهم نكدي

كم ضاحك والمنايا فوق هامته لو كان يعلم غيبا مات من كمدي

من كان لم يؤت علما في بقاء غد ماذا تفكره في رزق بعد غد

كل العداوت قد ترجى مودتها إلا عداوة من عاداك من حسد

أرى راحتا للحق عند قضائه ويثقل يوما إن تركت على عمد

وحسبك حظا أن ترى غير كاذب وقولك لم أعلم وداك من الجهدي

ومن يقض حق الجار بعد بن عمه وصاحبه الأدنى على القرب والبعدي

يعش سيدا يستعذب الناس ذكره وإن نابه حق أتوه عل قصدي

ومتعب العيش مرتاحا إلى بلد والموت يطلبه من ذالك البلدي

وضاحك والمنايا فوق مفرقه لو كان يعلم غيبا مات من كمدي

من كان لم يؤت علما في بقاء غد ماذا تفكره في رزق بعد غد

إذا أصبحت عندي قوت يومي فخل الهم عني يا سعيدو